زيارتي للشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي
"بِسْــمـِ الْلَّــه الْــرَّحْمَــنِ الْــرَّحِيــمـ"
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ذات يوم ذهبت أنا و زملائي و أستاذي لزيارة أحد مشائخنا الصالحين، رزقه الله البصيرة من بعد البصيرة، وهو الشيخ حمود بن حميد بن حمد بن حميد بن رشيد بن المرّ بن ناصر بن محمد بن سعيد الصوافي، وهو من آل صوفة وهي قبيلة عريقة و معروفة، يسكنوا بلدة "سناو" و كانت أصولهم بلدة السليف من ولاية عبري، وُلد في بلدة "سناو" من ولاية المضيبي عام 1363هـ ، الموافق 1942م .
ذهبنا إلى سناو وهي التي يعيش فيها الشيخ حمود كان الطريق تقريباً ساعتين ، وعند وصولنا إلى سناو في مساء يوم الخميس اردت أن ادخل في مركز الصيفي للشيخ حمود، و مدّته تقريباً شهر واحد، وكنت قد حفظت جزئين من القرآن الكريم و حفظت غاية المراد في نظم الإعتقاد الذي نَظَمَها الإمام نور الدين السالمي، و أيضاً حفظت جزئاً بسيطاً من ملحة الإعراب الذي ألّفها ابو القاسم بن علي الحريري. كنت أتجهّز و أراجع حفظي لكي أُجِرِي المقابلة في يوم الجمعة في وقت الغداء، فذهبنا إلى النوم و استيقظنا صباح يوم الجمعة ، فأقمنا صلاة الفجر و صلّى بنا الشيخ ، و بعدها أقمنا حلقة قراءة القرآن الكريم، و كانت الحلقة كبيرة جداً جداً، و كانت الحلقة يجلس فيها الشيخ و طلابه و بعض الرجال من يعيش بتلك المنطقة و أنا و أستاذي و زملائي، فكانوا يتلون القرآن الكريم واحداً تِلوَ الآخر إلى أن وصل دوْري في التلاوة، فتَلَوتُ و قرات القرآن و الحمد لله، فسالني مباشرة عن اسمي و بلدتي فأجبته، ولم يقل شئ.عند انتهائنا من الحلقة صلّى كل واحد منّا صلاة الشروق، و بعدها ذهبنا مع الشيخ لكي يمارس رياضته اليومية و هي المشي بين المزارع و البيوت و الأفلاج و من ضمن هذه الأفلاج فلج "المغدر" و هو المعروف في تلك المنطقة، وبعد انتهائنا من المشي قعدت في مصلىً صغيراً و قديماً، قعدت لأراجع حفظي إلى وقت صلاة الجمعة، فذهبا لنصلي صلاة الجمعة، وقام الشيخ ليخطب الجمعة، و بعد الإنتهاء من الخطبة، أقام المؤذن الصلاة فصلّينا صلاة الجمعة. وبعد الإنتهاء من الصلاة رجعنا إلى مجلس الشيخ، و هنا بدأ التوتر و الخوف يضطرب عليّ، ولكن أخبرنا أحد طلابه أنه لا يمكنني أن أَجريَ المقابلة؛ بسبب وجود الكثير من الضيوف في المجلس ( السبلة )، و قالوا لي أن المقبلة ستُجرَى بعد صلاة العصر، وبعد العصر سألت الشيخ أني أرِيد أن أدرس في المركز الصيفي معه، فسكت الجميع و بدأوا ينصتون إلى كلامي، و لكن الشيخ لم يردّ عليّ، فسئله بعض طلابه بعض الأسئلة، ثمّ أخبرت الشيخ مرة أخرى، و لكنه لم يردّ عليّ مرة أخرى، ثمّ أخبرته مرة أخرى فى وقت العَشَاء، فلم يردّ عليَّ مرة اخرى. بعد كلّ تلك المحاولات شعرت بالإحباط والفشل، فقال لي أستاذي أنه يجب عليّ أن أسئله للمرة الأخيرة غداً في صباح يوم السبت. أخبرت الشيخ في صباح يوم السبت في وقت الإفطار للمرة الأخيرة أنني أُريد أن أدرس معه في الصيف، و أخيرا أجاب عليّ، وقال لي: من أنت؟ فأجبته. ثمّ قال لي من أين أنت؟ فأجبته مرة أخرى، ثمّ قال لي: في أي الصفوف انت؟ فقلت له: في الصفّ الثامن ( ثاني اعدادي ). فقال لي: أنت ما زلت صغيراً. فضحكت له و قلت: لا بأس أستطيع أن أدرس معك إن شاء الله. فقال لي: أُدرس في أحد المراكز الأخرى؛ لأنك ما زلت صغيراً، تعالَ في السنة القادمة. فقلت له: إن شاء الله تعالى سآتي في السنة القادمة، ثم رجعنا أنا و زملائي إلى منازلنا.و كانت هذه رحلتي الجميلة و الممتعة، و أتمنّى أن تنال إعجابكم .
**وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم**
تعليقات
إرسال تعليق